نعم لحق الاختلاف .. لا للتجريح
يقدم لنا سفر أعمال الرسل الإصحاح 15 نموذجاً رائعاً لاختلاف العظماء بعضهم مع البعض الآخر، فعندما أشار الرسول بولس على رفيق خدمته برنابا قائلاً: ".. لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ إِخْوَتَنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ كَيْفَ هُمْ" (أعمال 15: 36)، رأى برنابا أن يأخذا معهما يوحنا مرقس، ولما كان مرقس قد فارقهما في الرحلة السابقة قبل أن يكتمل العمل، رأى الرسول بولس أن لا يأخذانه معهما، فحدث بين بولس وبرنابا مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر. فماذا كانت نتيجة هذا الاختلاف الذي حدث بين شخصين عظيمين بحجم الرسول بولس ورفيقه برنابا؟! لقد افترقا.. لكن عن محبة واحترام "ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ إِخْوَتَنَا فِي كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ كَيْفَ هُمْ». فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضاًيُوحَنَّا الَّذِي يُدْعَى مَرْقُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِي فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا.فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعاً مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ فَاجْتَازَ فِي سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ الْكَنَائِسَ"(أعمال 15: 36-41)، فيا لها من نهاية مباركة لـ "منازعة حسب قلب الله".