gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 7 زائر متصل
الرئيسية دراسات كتابية دراسات في حياة يسوع المسيح والأنبياء -

أولاً:موقف المسيح من الناموس والأنبياء (متى 5: 17-20)

1-  كان تعليم المسيح غريباً على مستمعيه، فما تعلَّموه من الناموس والأنبياء القدامى، يختلف عَمَّا يُعَلِّمه المسيح الآن. وحتى لا يتصوروا أنه جاء ليهدم الناموس، وينقض الأنبياء، أكد المسيح أنه لم يأتِ لينقض بل ليُكمِّل. المسيح لم يلغِ أو ينسخ أو يشطب القديم، لكنه تمم وكمَّل.

أعطى الله الناموس لموسى منقوشاً على لوحَيّْ حجر، أما ناموس المسيح فقد كُتبه على الصليب منقوشاً بدمه.

2-  يؤكد المسيح أن الناموس خالد، وكلام الله أبدي لا يتغير ولا يتبدل ولا يُحرَّف ولا يُنسَخ. قال إنه لو زالت السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من كلام الله.

 

3-  ويحذر المسيح وينبِّه، أن لا يستهن أحد بأية وصية أعطاها الله مهما بدت صغيرة. كل وصايا الله وتعاليمه وكلامه عظيم، فهي صادرة من الله العظيم. كلام الله كله كتلة واحدة لا يتجزأ. ووصاياه جميعها يجب أن تُطَاع وتُنَفَّذ.

 

4-  ولا يريد المسيح أن تطاع وصايا الله بدافع الرهبة والخوف من عقابه، كما كان يفعل الكتبة والفريسيون، ولا يكفي أن تُنَفَّذ الوصايا حرفياً وظاهرياً كفروض وطقوس، بل تُنَفَّذ بالذهن والقلب والروح.

 

5-  تناول المسيح الوصايا الست التي كُتِبَت على اللوح الثاني، والتي تتصل بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وأضاف إليها حدوداً ومعالم ومفاهيم جديدة. جعلها كاملة تحوى البعد الحِسِّي، الأدبي والروحي. قال : "سَمِعْتُمْ أَنَهُ قِيلَ لِلقُدَمَاءِ .. وَأَمَا أَنَا فَأَقُوُلُ ... "

 

ثانياً : ما قاله المسيح في القتل (متى 5: 21-26).

 

 1-  كان الناموس يحصر جريمة القتل في قتل الجسـد، وكان القاتل يستحق الحكم بالقتل أيضاً. وحتى اليوم، تعتبر جريمة قتـل النفس، أعظم جريمة، ويشمل القانون الجنائي نصوصاً متعددة لعقاب القاتل. أما المسيح فكشف؛ أن فعل القتل يبدأ من القلب، وبذلك فإن كل من يغضب على أخيه باطلاً، فهو كالقاتل، مستوجب الحكم.

 

2-  وقال إن القتل لا يتم بالفعل فقط، بل بالقول أيضاً، وكل من يقول لأخيه رَقا، وهو تعبير عن الازدراء والتحقير، فقد قتله أدبياً، وبذلك يكون مستحقاً لحكم المجمع، أي المحكمة الدينية.

 

3-  وأضاف أن من يقول لأخيه يا أحمق، وهذا سُبَابْ وشتيمة، يكون مستوجب نار جهنم، أي المحكمة السماوية. وكل هذه المحاكم لها أحقية إصدار الحكم بالموت.

 

4-  وأوصى المسيح أن يصفح الأخ عن أخيه، ويسامحه حتى ولو كان بهدف تقديم واجباً دينياً، مسامحة الأخ تأتي في الأولوية، والله لا يقبل عبادة إنسان مُخَاصِم لأخيه. وأيضاً أوصى بالتصالح مع الخصوم، ومعالجة المشاكل سريعاً قبل أن تَسْتَفْحِلْ، وتصبح قضايا ومشاكل تستدعي تدخل المحاكم.

 

ثالثاً: ما قاله المسيح في الزِنا (متى 5: 27-32)

 

1-  كان عقاب جريمة الزنا في القديم هو الرجم حتى الموت، بشرط أن يُمْسَك الزاني في ذات الفعل. أما المسيح فتعقب خطية الزنا إلى مصدرها، قبل الفعل، تعقبها إلى الفكر النجس، والنظرة المشتهية، والزنا بالقلب، وكما عبَّر القديس أغسطينوس قائلاً: أن تاريخ الانحدار يتلخص في نظرة شريرة، فصورة، فاشتهاء، فسقوط، فمن وراء النظر الفاسد تختبئ النية السيئة وهي التي سلَّط عليها المسيح نوره القوي فأخرجها من مكامنها الدفينة. 

 

2-  خلق الله لنا عيوناً، نرى بها وتتمتع بجمال خليقته. النظرة البريئة الطاهرة ليست محرمة. كان اليهود يسيرون وهم ينظرون إلى أسفل، حتى لا تقع أبصارهم على أحد من الجنس الآخر. وتنادي بعض الأديان الشرقية بقمع الجسد وقتل رغباته. المسيح نادى بطهارة النظر وقداسة استخدام الجسد.

 

3-  كلمات المسيح عن عثرة العين والجسد ليست حرفية، مواجهة العثرة يكون بالبعد والتَجَنُّب والتَمَنُّع. الخلع والقطع يعني الابتعاد السلبي، ثم العمل الإيجابي بتحصين النفس ضد إغراء الشيطان، وذلك بالمداومة على قراءة كلمة الله، والاتصال به بالصلاة والشركة معه.

 

4-   ويظهر المسيح أهمية العلاقة الزوجية، ويمحو فكرة الطلاق لأي سبب إلا لعلة الزنا. قال المسيح في (متى 19: 5،6) "يَتُركَ الَرجُلْ أَبَاهُ وَأُمُهُ وَيَلْتَصِقَ بِامَرَأَتَهُ، وَيَكُوُنُ الاْثَنانِ جَسَدَاً وَاَحِداً ... فَالَّذيِ جمَّعهُ الله لا يُفَرِّقه إِنسِانٌ"

 

5-  وحين يحد المسيح من الطلاق، فهو يُكَرِّم المرأة، ويعيد لها إنسانيتها، ويحترم شخصيتها. وقياس سمو أي دين، يكون باحترامه لشخصية الإنسان، رجلاً كان أم امرأة.

 

رابعاً: ما قاله المسيح في القَسم (متى 5: 33-37)

 

1-  المسيح يُقَدِّس كلمة الحق. قديماً كان القَسَم مسموحاً به، وكان على كل مَن أقْسَم قَسَماً، أن لا يحنث بقَسَمه. أما المسيح فقال : " لاَ تحَلِفُوا البتَّة". كان الإنسان يخشى عقاب الله له، لو لم يُنَفِّذ ما أقْسَم أن يفعله، أما المسيح فيقول إن عقاب الله سيلحق بكل من يقسم قَسَماً.

 

2-  القَسَم دليل عدم ثقة الإنسان بنفسه. أنت تقسم لتؤكد ما تقول، وتخشى أن لا يصدق الناس قولك. إن كنت واثقاً بنفسك وبما تقول، لا تحتاج إلى قَسَم يسندك ويُعَضِد قولك.

 

3-    حين تقول الحق، يكون الحق قوياً في ذاته، لا يحتاج إلى قَسَم ليدعِّمه ويحميه. كلمة الحق قوية غنية صامدة.

 

4-  القَسَم يبعث الشَّك.. حين تُقْسِم لتؤكد كلامك، يَشُك الناس فيما تقول. قول الحق بدون قَسَم يطرد كل شك. لو أقسمت اليوم مرة ليصدقك الناس، تحتاج أن تقسم غداً عشر مرات ليصدقوك.

 

5-  قال المسيح عن نفسه : "أَنَا هُوَ الطِّريقُ وَالحَقُ وَالحيَاةْ" ... المسيح يريدنا أن نحترم الحق، ونُبَجِّله ونرفع من شأنه، القَسَم يُنْقِص من احترام الحق ورفعته.

 

6-  نهى المسيح عن القَسَم بالسماء (لأنها كرسيّْ الله) وبالتالي نهى عن الحَلَف بالله. نهى أيضاً عن القَسَم بالأرض والمدينة المقدسة، والرأس، وبالتالي باللِّحية، والشَارِب وكل شيء. قال بحزم : "ليِكُنْ كَلاَمَكُمْ نَعَمْ نَعَمْ.. ولاَ لاَ.. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الْشِريرِ".

 

خامساً : ما قاله المسيح عن التسامح (متى 5: 38-42)

 

1-  المسيح وحده هو الذي وضع بذرة التسامح في فكر الإنسان. منذ العصور القديمة المظلمة، والمبدأ المتبع هو، العين بالعين والسن بالسن. هذا تفكير فطري في غريزة الإنسان، أبتدعه رجل الكهف، الذي كان يسلك منقاداً لغرائزه وأهوائه ودفاعه عن نفسه.

 

2-  جاء المسيح تجسداً للمحبة، والتسامح ثـمرة المحبة. عَلَّم المسيح بأن لا نُقَاوِم الشر، فالشر يجُر شراً، والحقد يُوَلِّد حِقداً، والاعتداء والانتقام يقابله اعتداء وانتقام. التسامح كما عَلَّم المسيح، يكسر شوكة العدوان في قلوب الأعداء، ويحولهم إلى أصدقاء.

 

3-  عَلَّم المسيح أن نحوِّل الخد الآخر لمن يلطم خدودنا، وهذا لا يعني خنوعاً وضعفاً وجُبناً، بالعكس، تحويل الخد الآخر، يحتاج إلى قدرة وقوة وشجاعة أكثر جداً من رد اللطمة.

 

4-  وضع المسيح مبادئ جديدة للتعامل في الحقوق المدنية، وأوصى الدائن أن يتنازل عن دَيْنِه للمَدِين ويعطيه أكثر. وفى تعامل الحاكم مع المحكوم وتسخيره لعمل ما، عَلَّم أن يتطوع المحكوم للعمل فيصبح تطوعاً لا سُخرة.

 

5-  وقال : "مَن ييَسْأَلكَ أَعْطِه وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضُ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَهُ "، سداد احتياج المحتاجين، سلوك أخلاقي حضاري سامٍ. يقول المسيح : "مَغْبُوطٌ هُوَ العَطَاءِ أَكْثَرَ مِنَ الأَخْذِ".

 

سادساً : ما قاله المسيح عن محبة العدو  (متى 5: 43-48).

 

1-  محبة العدو، قمة ودُرَّة تعليم المسيح في الموعظة على الجبل. لم يُعَلِّم أحد قبل المسيح أو بعده بمحبة كهذه. وحتى اليوم، يصعب فهمها وتطبيقها. المسيح وحده، هو الذي أظهر محبة العدو في أعظم صورة وهو معلق على الصليب، مسحوق مشدود بين السماء والأرض. وسط الألم والمعاناة والموت والحِقد، وسط الظلمة التي غَلَّفت الكون، والزلزلة التي هزت الأرض، يعلو صوت المسيح، وتخرج كلماته من عمق قلبه المنفطر حباً ويقول : "يَا أَبَتاهُ اغِفر لهَمُ لأَنهَمُ لاَ يَعْلَمُونَ مَـاذَا يَفْعَلُونْ" (لوقا 23: 34) لقد أحب المسيح أعدائه وصلَّى لأجلهم.

 

2-  وبكل المنطق قال: إذا كان الله يشرق شمسه على الجميع، أشرار وصالحين، ويُهطِلَ مطره على الكل أبرارٍ وظالمين، فنحن أبناؤه لابد أن نحب الجميع أصدقاء وأعداء. ومرة أخرى يقول، إن أبناء الله لابد أن يختلفوا عن باقي الناس، أبناء الله يحبون أعداءهم والآخرون يبغضونهم.

 

3-   ثم يقول ثالثاً، إن هذه المحبة (محبة العدو) تقربنا من الكمال .. الكمال الذي في الله ... ومشيئة الله أن نكون كاملين كما أن الله كامل .. ثلاثة أسباب منطقية وضعها المسيح، كبواعث لمحبتنا لأعدائنا.

 

4-  كانت الوصية القديمة هي أن تحب قريبك كنفسك. وتحولت بواسطة المفسِّرين ورجال الدين، إلى أن تحب قريبك وتُبغِض عدوك. وجاء المسيح ليقول لا، بل "أَحِبُوا أَعَدائكُمْ .. بَارَكُوا لاَعِنيكُمْ .. أَحِسنُوا إِلىَ مُبغِضِيكُمْ ... وَصَلَّوا لأجْلِ الَذَيِنَ يُسِيئُون إِلَيكُمُ وَيَطرُدُونَكُمْ".

 

5-   وفى حديث مع تلاميذه عن المحبة، أعطى المسيح وصية جديدة للمحبة، قال : "وَصِيةً جَدِيَدةً أَنَا أُعْطِيكُمْ أَنْ تحُبِوُا بَعْضَكُمْ بَعَضاً.كَمْا أَحَبْبَتكُمْ أَنَا تحُبِوُنَ أَنْتَمُ أَيْضَاً بَعْضَكُمْ بَعَضاً" (يوحنا 13: 34). هنا يضع مقياساً للمحبة، محبته هو .. وهو أحب حتى مات على الصليب. مقياس عظيم خطير للمحبة. "بِهَذا قَدْ عَرفْنَا المحَبَـةَ أَنْ ذَاَكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا فَنَحْنُ يَنْبَغَي لَنَا أَنْ نَضَع نُفُوسِنَا لأجْلِ الاَخْوَةِ" (يوحنا الأولى 3: 16).

 

6-   ويضع المسيح ثالوثاً رائعاً للمحبة في صلاته لأجل المؤمنين به في (إنجيل يوحنا 17: 23) فيقول : "أَنَا فِيُهُمْ وَأَنْتَ فيِ لَيَكُونُوا مُكمَّلين إلىَ وَاَحدٍ لَيْعلَمْ العَالمُ أَنَكَ أَرْسَلَتَنيِ وَأَحْبَبَتَهُمْ كَمَا أَحْبَبَتنيِ" ... محبة الله للمسيح ومحبة المسيح لله، محبة الله للمؤمنين ومحبة المؤمنين لله، محبة المسيح للمؤمنين ومحبة المؤمنين للمسيح.

 

سابعاً: تلخيص

 

بسلطان وقوة يُعَلِّم المسيح ويقول : "سَمِعْتُم أَنَهُ قِيلَ أَمَا أَنَا فَأَقُولَ" المسيح لم يأتِ لكي يلغي وينقض ويهدم القديم، بل جاء ليُكمِّل، ويُعطي الناموس أبعاداً جديدة. فقال، إن جريمة القتل لا تنحصر في قتل الجسد فقط، بل تتعدى ذلك إلى القتل الأدبي والروحي. والزنـا لا يتم بالفعل فقط، بل بالفكر أيضاً. مَنَعَ القَسَم ونادى بالتسامح ومحبة العدو. وبالسلطان الإلهي، تكلم وعَلَّم وأوصى، وبالسلطان الإلهي، يحل فينا لنستطيع أن نُنَفِّذ وصاياه.

 

ثامناً : دعــاء

 

ربي وإلهي ... وأنا أعيش حياتي، يحاصرني العالـم، ويصارعني بضغوطه ومتاعبه وآلامه وتجاربه، أشكرك ربي لأنك لا  تتركني وحدي، بل تقودني وترشدني، تعضدني وتقويني، تحل فيَّ بروحك، فتجعلني قادراً أن أواجه العالم بقوتك وقدرتك ... ساعدني حتى أفهم تعاليم المسيح الخارقة، وحتى أطبقها بك. حل فيَّ واجعلني أحيا لك كل أيام حياتي، في اسم المسيح.

 

آميـــــن ...