gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

القس نصرالله زكريا

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 7 زائر متصل
الرئيسية مفاهيم الإنجيليون: المعنى والمفهوم -

بدأت الكنيسة المسيحية منذ القرن الأول كنيسة مسيحية واحدة، لكننا نرى الآن الكنيسة تنقسم إلى ثلاث طوائف كبرى هي، الكاثوليكية، البروتستانية والأرثوذكسية، وفي داخل كل طائفة كبرى توجد بعض المذاهب الأصغر منها والتي تنتمي إليها، ويُسمى شعب كل جماعة باسم الطائفة أو المذهب الذي ينتمي إليه، ومن هنا جاءت كلمة "الإنجيليون" لتُعبر عن الشعب الذي ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية على اختلاف مذاهبها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو أصل الكلمة، "إنجيلي أو إنجيليون"؟ على من يمكننا أن نطلق كلمة "إنجيلي"؟ ما الذي يتميز به "الإنجليون" عن سائر الكنائس الأخرى؟

يجدر بنا أولاً أن نلقي نظرة تاريخية كتابية لنتعرف على أصل ومصدر هذا المصطلح "إنجيليون"، فغالبية الشعب المسيحي يعرف أن كلمة إنجيل كلمة يونانية الأصل، تعني "البشارة السارة" أو "الخبر المفرح"، وفي الأصل اليوناني لم تُطلق كلمة إنجيل على كتاب من الكتب، لكنها أطلقت على كل خبر مفرح، أو بشرى سارة، وهذا ما قصده ملاك الرب يوم جاء لإعلان الرعاة بخبر ميلاد الرب يسوع إذ: "قَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْبِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لوقا 2: 10-11)، إذاً البشرى المفرحة التي أعلنها الملاك لم تكن عن كتاب جديد، بل عن ميلاد شخص هو المخلص الذي يخلص شعبه من خطاياهم الرب يسوع المسيح. 

وحين بدأ المسيح خدمته أعلن خبراً مفرحاً إذ: "جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ، وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ" (مرقس 1: 14-15)، وبعد أن نهى خدمته على الأرض، وقبل صعوده مباشرة اجتمع بتلاميذه وأوصاهم قائلاً: "اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِلِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا" (مرقس 16: 15)، فالكرازة بالإنجيل تعني إعلان الخبر المفرح، وما هذا الخبر كما أعلن ملاك الرب إلا الرب يسوع المسيح المخلص، والإيمان بالإنجيل يعني الإيمان بالرب يسوع كالمخلص الشخصي، والتمتع به وبالحياة معه، والمناداة به للخليقة كلها.

وقد أُطلق على كل مَن عاش حياة الإنجيل بهذا المعنى لفظة أو لقب "إنجيلي"، ومن هنا جاءت تسمية الرسل الأوائل فالبشير متى، يُطلق عليه لقب "متى الإنجيلي"، والبشير يوحنا يُطلق عليه يوحنا الإنجيلي .. الخ، فالإنجيليون هم الذين بُشروا بالإنجيل "المسيح"، وقبلوه وتمتعوا بخلاصه، وعاشوا حياتهم وفقاً لمبادئه، وهكذا أيضاً بعدما بُشروا هم بالإنجيل وتمتعوا به ذهبوا يخبرون العالم عن هذا الإنجيل.

وبعدما انتشرت رسالة الإنجيل بواسطة الإنجيليون إلى أرجاء العالم المختلفة، تعددت وتنوعت المسميات التي أُطلقت على هؤلاء الإنجيليين، ومن هذه التسميات: "التلاميذ" (متى 5: 1)، "المسيحيين" (أعمال 11: 26)، "النصاريين" (أعمال 24: 5)، "الأخوة" (أعمال 14: 2)، "القديسين" (أعمال 9: 32)، "المؤمنين" (أفسس 1: 1)، وبعد أن كُتب العهد الجديد، وانتشرت المسيحية في العالم، أُطلقت عدة تسميات أخرى منها الكاثوليك، الأرثوذكس، الإنجيليون.

ومن المفضل أن نتعرف قليلاً على أصول بعض أشهر تلك التسميات:

"النصاريين"، جاءت هذه التسمية في سفر أعمال الرسل، وقد أُطلقت على الإنجيليين تلاميذ المسيح باعتبار أن المسيح نشأ وتربى في بلدة الناصرة، (راجع: مرقس 1: 9)، وقد لُقب يسوع نفسه بهذا اللقب إذ قيل عنه "يسوع الناصري" (متى 26: 71، مرقس 1: 24، 47، لوقا 4: 34، 18: 37، يوحنا 18: 7، أعمال 3: 6 ..الخ)، ويرى البعض أن الترجمة الأدق لهذه التسمية هي: "الناصرى"، وهذه التسمية جاءت في اللغات العبرية والسريانية والفارسية والعربية، وقد يفسر هذا سبب تسمية المسيحيون الأوائل في الشرق الأوسط والبلاد العربية "بالنصارى"، وقد تأثر المسيحيين بهذه التسمية حتى أنهم يُطلقون على أحد السعف "النخيل" أحد "التناصير"، وعلى ممارسة المعمودية "التنصير"، وتستخدم هذه التسمية على مسيحيي الشرق الأوسط والعرب إلى يومنا هذا.

"المسيحيين"، هذه التسمية أُطلقت أولاً على الإنجيليين في إنطاكية، ويرى البعض أن هذه التسمية أطقلت على التلاميذ لكثرة ترديدهم اسم المسيح، في حين يرى البعض أن هذه التسمية أطلقت على التلاميذ من قبيل السخرية لما هو معروف عن شعب إنطاكية إطلاقهم ألقاباً ساخرة على الكثيرين، والملاحظ أنه في الوقت الذي انتشرت فيه تسمية "الناصرى" على مسيحيي الشرق الأوسط والعرب، انتشرت تسمية "المسيحيين" على مسيحيي الغرب، إلى أن أصبحت هذه التسمية تُشير إلى كل المسيحيين في الشرق والغرب، والتحدي المطروح علينا كمسيحيين اليوم هو أن نحيا كمسيحيين إسماً ومعنى، أو كما قال أغناطيوس أسقف إنطاكية في إحدى رسائله: "علينا أن لا نُدعى مسيحيين فقط بل أن نكون مسيحيين".

الكاثوليك والأرثوذكس، منذ العصر الرسولي انتشرت الكنيسة بواسطة الإنجيليين إلى كل أرجاء العالم المعروف، وهنا استخدم أباء الكنيسة تسمية تُعبر عن انتشار واتساع رقعة الكنيسة وجامعيتها لكل شعوب المسكونة، فاستخدم اغناطيوس وإيرينايوس وغيرهم لقب "الكنيسة المسيحية الكاثوليكية"، وقد كان العالم الروماني القديم يستخدم كلمة "كاثوليك" بمعنى "جامعة أو مسكونة"، ومن هنا أصبحت الكنيسة لأنها جامعة تُسمى كاثوليكية، وقد عٌقدت المجامع المسكونية الأولى التي تجمع الكنيسة من كل أطراف المسكونة، ومع الوقت أُطلق لقب "الكنيسة الشرقية"، و"الكنيسة الغربية" للتميز بين مسيحيي الشرق الذين يستخدمون اللغة اليونانية ولهم فكرهم الخاص بهم، ومسيحيي الغرب الذين يستخدمون اللغة اللاتينية ولهم أيضاً فكرهم المُميز لهم، ولم تسلم الكنيسة من الخلافات، وما أن جاء مجمع خلقدونية في سنة 451م الذي ناقشت فيه الكنيسة العلاقة بين طبيعة المسيح الإنسانية واللاهوتية ودب الخلاف بين الشرقيين والغربيين، وعلى أثر هذا الخلاف انقسمت الكنيسة إلى كنيسة شرقية وأخرى غربية، وبينما تمسكت الكنيسة الغربية بلقب "الكنيسة الكاثوليكية"، إيماناً منها أنها الكنيسة المسكونية الجامعة، أطلقت الكنيسة الشرقية على نفسها لقب "الكنيسة الأرثوذكسية" إيماناً منها أنها الكنيسة التي تسير نهج التعليم الإنجيلي الصحيح والمستقيم.  

الإنجيليون، بعدما باتت الصراعات الداخلية، والظروف الخارجية تُضعف الكنيسة، عرفنا ما أُطلق عليه عصور الظلام والفوضى، إلا أن الله الذي لا يترك نفسه بلا شاهد استخدم رجال مكرسين لبث النهضة في الكنيسة، وهذا ما أُطلق عليه عصر الإصلاح في الكنيسة، ولأن هؤلاء المصلحين عادوا وارتبطوا بتعاليم الإنجيل، وفهموا رسالة الإنجيل وعاشوها، بدأت التسمية "الإنجيليون" للظهور مرة أخرى، تعبيراً عن أن الكنيسة عادت مرة أخرى لتحيا الإنجيل، وبالرغم من اختلاف رجال الإصلاح من حيث التعليم والموطن، إلا أن القاسم المشترك بينهم كان الارتباط الحي بتعاليم الإنجيل.

وبالرغم من أن الكنيسة التقليدية أطلقت في بادئ الأمر تعبير "البروتستانت" على هؤلاء المصلحين، وبالرغم من السلبية المعروفة والشائعة عن هذه التسمية باعتبار أن كلمة "بروتستنت" تعني كما هو شائع "محتج"، نسبة إلى احتجاجات وتعليقات لوثر ضد ممارسات الكنيسة الكاثوليكية، إلا أن هذه التسمية لها إيجابيتها فهي تعني الشهادة وحرية الضمير، وقد استخدمت بهذا المعنى في الوثيقة التي قدمها خمسة من الأمراء البارزين والمتعاطفين مع حركة الإصلاح متضامين مع أربعة عشرة مدينة أخرى، إلى البرلمان المجتمع في مدينة سبيرز في 25 أبريل 1529م، بما أُطلق عليه أئذاك باللاتينية وثيقة "Protestatio"،  والتي تعني "وثيقة حرية الضمير والاعتقاد".

ومع عودة انتشار الحركة الإنجيلية مرة أخرى في كل العالم، وصل الفكر الإنجيلي إلى بلادنا مصر في نهايات القرن التاسع عشر، وقد صدر الفرمان الهمايوني في ديسمبر 1850م، باعتبار الإنجيليين الوطنيين طائفة قائمة بذاتها إلى جوار الطائفة الأرثوذكسية والطائفة الكاثوليكية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن تسخدم التسمية الإنجيليون على الكنيسة الإنجيلية على اختلاف مذاهبها، تأكيداً على أن هذه الكنيسة تعتمد على قبولها بشارة الإنجيل وكرازتها بالإنجيل وحياتها حياة الإنجيل، وتعاليمها التي ترتبط بالإنجيل، صلاتي: "رب ساعدنا أن لا نُدعى مسيحيين فقط بل أن نكون مسيحيين إنجيليين".

اضف تعليق


الكود
تغير الكود