gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 8 زائر متصل
الرئيسية مقالات ومختارات مقالات ثقافية المسيحيون العرب المسيحيون العرب والتواجد الحقيقي -

صدر في العديد من الصحف ودوائر الإعلام الغربي تحقيقات صحفية خاصة عن وضع المسيحيين في العالم العربي وفي بلدان الجوار، وبخاصة إيران وتركيا، ونفهم من هذه التصريحات أن ظاهرة نزوح المسيحيين من العالم العربي وهجرتهم إلى الغرب ظاهرة مقلقة وخطرة على العالم العربي والإسلامي نفسه سواء من الناحية الحضارية أو الثقافية، وفي تصريح للأمير طلال عبد العزيز آل سعود قال: (يتعرض العالم العربي لنزيف بشري واجتماعي وسياسي واقتصادي على جانب كبير من الخطورة وهو هجرة العرب المسيحيين التي لم تنقطع منذ عدة أعوام).


إنه واقع صعب سوف تنتج عنه أثار بعيدة على مصير عالمنا العربي وسيغير من طبيعة المنطقة ومن أسس إزدهارها وسلامتها واستقرارها الداخليين إن لم يتخذ العرب مسلمين ومسيحيين على السواء قراراً بالتصدي لهذه الظاهرة.
وفي زمن الأزمات الكبرى كالتي يعبرها العالم عموماً والعالم العربي خصوصاً اليوم، لابد من وقفة لمراجعة أسباب هذه الهجرة القاتلة للنسيج العربي، لقد شكَّل العرب المسيحيون إحدى ركائز البناء العربي القديم والحديث على السواء، ففي فجر الإسلام كانوا ركناً ثقافياً وسياسياً وعسكرياً من الدولة العربية التي توسعت شرقاً حتى بلاد السند، وغرباً حتى أسبانيا، وكانوا أحد عناصر القوة الدافعة التي حملت الإسلام إلى خارج جزيرة العرب وبلاد الشام، والتي شكلت أحد العناصر الحاسمة في توسيع هذه الدولة ونموها وسيادتها على معظم العالم القديم.
وفي عصر النهضة الممتد طوال قرنين من الزمان (القرن التاسع عشر، والقرن العشرين)، لم يغب العرب المسيحيون عن أداء دورهم في إحياء معالم العروبة ومضمونها الحضاري الجامع والمنفتح على الحضارات الأخرى الناهضة في مرحلة التراجع العربي وقد شكَّل المسيحيون العرب حلقة وصل وإتصال وعمقاً ثقافياً أصيلاً في العروبة ومتقدماً في العصرنة والحداثة.
ويستمر جلالة الأمير طلال مسترسلاً في حديثه قائلاً: "كان العرب المسيحيون ولا يزالون نتيجة لثقافتهم المتنوعة المناهل يخلقون تحدياً مستمراً في الثقافة والفكر، وهجرتهم تلغي هذا المعنى باعتباره تنوعاً غنياً، وتسلخ فئة كبرى عن أصولها العرقية والثقافية الأصيلة".
ويستكمل الأمير حديثه قائلاً: "وعندما نتحدث عن وجود المسيحيين في العالم العربي نعني تواجدهم وبقاءهم في هذا العالم، فهم من عناصر التكوين الأولى إذ يمنع بقاؤهم قيام بيئة تفترض التعصب والتطرف وبالتالي العنف المؤدي إلى كوارث تاريخية.
بقاؤهم هو الرد بالفعل لا بالقول على مقولة إسرائيل "دولة الدين الواحد" والعرق الصافي، والشعب المختار، وكسر لأسس الفكر الصهيوني في نتائجه المعروفة والقائمة على الحديد والنار، والأهم من ذلك كله على فكرة إلغاء الآخر.
إن الوجود المسيحي في العالم العربي هو تأكيد للدولة العصرية المتعددة العناصر، والمتنوعة في وحدتها ونفي قاطع لعنصرية الدولة.
البقاء المسيحي قوة لقضايا العرب في اتصالهم بالغرب المسيحي اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، أما هجرتهم فقوة معاكسة وعرضة لاستغلال بيئة تُضيِّق مناخ الحوار والتواصل.
بقاء المسيحيين في العالم العربي، خيار عربي باعتماد الديمقراطية وانتهاج في الأحتكام إلى الإنسانية والمواطنة والعقل والحق والحريةوالإبداع، وهو خيار حاسم لتدمير منطق الحروب الأهلية، كما حدث في لبنان وكما هو حاصل في السودان وكما يُخشى حدوثه في مصر.
بقاؤهم أخيراً وليس آخراً هو منع لاستنزاف قسم مهم من الطاقات العلمية والثقافية والفكرية الخلاقة في العالم العربي.
باختصار، إن هجرة العرب المسيحيين في حال استمرارها هو ضربة عميقة توجه إلى صميم مستقبلنا ومهمتنا العاجلة منع هذه الهجرة وترسيخ بقاء الفئة العربية في شرقنا الواحد والتطلع إلى هجرة معاكسة إذا أمكن. (الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود).
وتعلق جريدة اللوموند الفرنسية على الوضع الحالي للمسيحيين العرب فتقول:
 أكدت الإحصائيات الأخيرة بأن ربع السكان المسيحيين العراقيين قد هاجروا إلى الخارج بدءاً من عام 1991م هرباً من ديكتاتورية نظام صدام حسين والحصار الدولي، وكان عددهم آنذاك حوالي مليون نسمة، وإذا أضفنا عليهم تعداد من هاجروا قبل ذلك التاريخ فإذا بالعدد يصل إلى الثلثين!! وأما في القدس فقد كان عدد المسيحيين سنة 1948م أكثر من خمسين ألف نسمة، وأما الآن لا يتجاوز عددهم بضعة آلاف، وبين عرب إسرائيل مئة وعشرين ألفاً.
وحتى سوريا التي قدمت للعالم سبعة من البابوات، لم يتبق من المسيحيين العرب إلا عشرة بالمائة من تعداد سكانها (مليون ومائتي ألف نسمة)، ولكنهم عام 1950م، كانوا ضعف هذا العدد.
وأما عن لبنان فحدث ولا حرج، فقد كان المسيحيون منذ فترة ليست بعيدة يشكلون نسبة 60 %، من إجمالي تعداد السكان، وأما الآن لا يشكل المسيحيون اللبنانيون أكثر من 35 %.
وحتى في مصر التي كانت تضم أكبر أقلية مسيحية عربية، فقد لوحظ أن هجرة المسيحيين قائمة على قدم وساق، فتعداد الأقباط في سنة 1950م، كان يفوق نسبـة 15 %، أما الآن لا يشكلون أكثر من 10 %، وفي المحصلة لم يبق من المسيحيين في العالم العربي إلا 12 مليون نسمة من أصل 280 مليوناً أو ربما ثلاثمائة مليون عربي مسيحي.
وهكذا الحال لا يمكن أن ننظر إلى الملف الخاص بالمسيحيين العرب في المنطقة إلا بعين الحذر والترقب للأحداث ونتوقع من الكنيسة العربية أن تتيقظ لخطورة هذا الملف وأن تتهيأ للحوار مع قوى التنوير والاعتدال والعقلانية في العالم الإسلامي للوصول إلى صياغة لمفهوم "الإنسان الحر"، في العالم العربي فأنت كفرد حر مسؤول ووكيل أمين عما أعطاه الله لك ومسؤول عن أعمالك فقط وليس عن أعمال طائفتك أو عشيرتك، ومازال الحديث مستمراً عن المسيحيين العرب وتواجدهم الحقيقي في المنطقة والذي لا يستطيع أن ينكره أحد ويؤكده كثير من العقلاء الذين يتمنون مزيداً من النضوج في النظرة للوصول إلى تحديث العالم العربي وعدم سيطرة التيار الأصولي على الساحة رغم كل الظروف والأحوال، فهل نسير في حركة التحرر والتحديث أم إلى أين نسير؟
وفي تعليق مغاير خرج علينا مَن يقول: "انظروا إلى حال الأقليات في العالم الغربي وكفى حديثاً عن الأقليات في العالم الإسلامي"، وهكذا نحن نتفق معه لأن الحديث عن المسيحيين العرب بوصفه أقلية لا أساس له من الصحة، فالتأثير الذي تركه الإنجيليون العرب في نهضة العروبة في القرون السابقة للألفية الثالثة لهو واضح للعيان، في كل دولة عربية إسلامية، وما ينسحب على الإنجيليين العرب ينسحب على كل مسيحيي المنطقة العربية، هكذا فوجود المسيحيين العرب لابد من ترسيخه ولا أترك القارئ من دون إجابة شافية على ما علينا القيام به.
أولاً: يجب تحديد المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالإنحيليين وعلاقتهم بالغرب، وتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة والمغلوطة.
ثانياً: انتهاز كل الفرص المتاحة للحوار بين الأديان والحضارات لتأكيد إننا نعمل معاً من أجل مشروع التحديث والنهضة لبلادنا.
ثالثاً: تأسيس مركز علمي متخصص لبحث قضايا المسيحيين العرب وإحياء مشروع نهضوي شامل لتوكيد التواجد الحقيقي.
رابعاً: الكنيسة لها الدور الفعال في المجتمع بعيداً عن السياسة، فإقحام السياسة في العمل الديني من شأنه أن يحول المسألة إلى بحث عن السلطة "الحكم" لذلك نحن نبحث عن هوية حقيقية تساعد المجتمع على تخطي آلامه ونرفض موقف الفريسي ونتمسك بموقف السامري الصالح، وهكذا نربح في معركتنتا ضد التخلف والرجعية.
خامساً: تأكيد المواطنة على أسس جديدة لا طائفية ولا دينية ولا أقليات مرجعية، بل على العمل الدؤوب والمشترك واستخلاص العبر من التاريخ لاستشراف المستقبل.
 

اضف تعليق


الكود
تغير الكود