gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 12 زائر متصل
الرئيسية كتاب مقدس تأملات روحية متنوعة -

 

مثل السامري الصالح: (لوقا 10: 25-37)

"واذا ناموسي قام يجربه قائلا: يا معلّم ماذا اعمل لأرث الحياة الابدية.   فقال له ما هو مكتوب في الناموس. كيف تقرأ. فإجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك فقال له بالصواب اجبت. افعل هذا فتحيا

 واما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي فأجاب يسوع وقال:. انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حيّ وميت. .فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابلهوكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما رآه تحنن فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته وأتى به الى فندق واعتنى به وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك.    فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص.    فقال الذي صنع معه الرحمة. فقال له يسوعاذهب انت ايضا واصنع هكذا"

من هم الناموسيون؟

هم فئة من اليهود المتضلعين في ناموس موسي ، وكانوا متخصصين في تفسير الناموس وشرائع العهد القديم وتعليمها في المدارس والمجامع. هم يشبهون فقهاء الشريعة في عصرنا. وقد اتخذوا دراسة الناموس وتفسيره مهنة لهم.

وإذ ناموسي( فقيه، محامي) قام ليجرب يسوع.  ذكر الرب يسوع لهذا الفقيه، هذا المثل الرائع الذي يعتبر من روائع القصص القصيرة و قد اتخذ الرب تعبيرا محوريا لوصف هذا السامري (تحنن عليه) ، أي أن هذا السامري عندما شاهد الرجل الواقع بين اللصوص (تحنن عليه) واتخذ الحنان  اشكال عديدة.

1-               حنان للاحتياج وليس للاستحقاق:  " ولما رآه تحنن"

رأي هذا السامري إنسانا سرقه اللصوص وجرحوه وتركوه بين حيً وميت، في حاجة ماسة إلي المساعدة.

مر علي هذا الرجل ثلاثة أشخاص:

 اولا: الكاهن الذي جاز مقابله (31) استمر في رحلته ، مبررا نفسه بعقيدة عدم لمس الميت لكي لا يتنجس . ربما ظن الكاهن أن الرجل قد مات، فخشي أن يتنجس فيتعطل عن تأدية الشرائع المنوط بها.   

 كان من المعتقد أن الكاهن هو اقدس شخص بين اليهود فهو الذي يقدم ذبائح الخطية نيابة عن الشعب. هو الوحيد الذي كان يسمح له دخول الهيكل دون باقي الشعب.  الكاهن هو الشخص الذي يمثل الله

 ثانيا: اللاوي   الذي لما رآه جاز مقابله أيضا.(32)لا بد أن اللاوي رأي الرجل الجريح لكنه نظر وعبر دون مبالاة . يشير دور اللاوي إلي دور النبي.. كان الرجلان( الكاهن واللاوي)  خارجين من أورشليم بعد أن أديا الطقوس والشرائع فيها. لم يكنهناك داع للخوف من أن يتنجس أي منهما.

ثالثا : السامريالذي لما رآهتحنن عليه(33)

2-               حنان فطري أصيل "ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما رآه تحنن" (ع33)

لم تأت المساعدة من رجل دين، لم تأت من رجل من نفس الجنس، بل جاءت من سامريغريب الجنس. كانت هناك خصومات بين اليهود والسامريين ، كان اليهود يتجاهلون السامريين. كان من المتوقع أن يقابل السامري كراهية اليهود له بكراهية متبادلة، بل كان من المتوقع أن يقوم السامري  بإنهاء حياة اليهودي الملقي علي الارض. لكن  "مثل السامري الصالح" أصبح جزء  من قاموسنا اليومي.  كان من المستحيل أن يطلق أي يهودي صفة الصلاح علي أي سامري في ذلك العصر. ولا كان اليهود يتفوهون بكلمة سامري علي الاطلاق. كان اليهود لا يعاملون السامريين ،  كانوا يحتقرونهم كشعب نجس لا يمس.

 

  كلمة تحنن في اليونانية  تعني "شعور نابع من الاحشاء " وهو مرادف لتعبير احساس غريزي نابع من الاعماق. رأي السامري ذلك الرجل الجريح مطروحا في يائس علي قارعة الطريق. تحركت أحشائه عليه، ولم يستطيع أن يجتازه دون تقديم المعونة . هذا هو المعني الحقيقي للحنان.  الحنان يمنع النوم عن جفوننا حتي نقدم المعونة المطلوبة.

 نظر السامري شخصا يهوديا ملقي نصف حيً علي جانب الطريق، تحركت أحشائه وكان من المستحيل أن يجتازه ،كما أنه قرر أن يقدم له المعونة ليس  نتيجة استحقاق ، لكن قدمها نتيجة احتياج.  كان عدوا له. ولم يكن هناك دافع واحد يجعله يقدم أي حنان لشخص يهودي.  لقدغًير هذا العمل العظيم معني العلاقة بين القوميات بأكملها. هذا ليس حنان نظري بل هو الحنان العملي

3-               حنان عامل: "فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واعتنى به " (ع34). جسًد السامري   مشاعره بطريقه عملية. لم يجتاز السامري إلي الجانب الاخر من الطريق، بل تقدم نحو  الرجل المتألم ، ليست هذه المشاعر أمرا مبهما. بل أن هذه المشاعر استوجبت العمل الفوري. رجل سامري الجنس  يتحرك بخطوات ثابتة نحو يهودي يكًن له الكراهية والاحتقار. لابد أنه قد فكًر فيما أنه لو كان السامري هو المجروح، هل كان اليهودي سيقدم له المعونة؟ تجاوب السامري بطريقة عملية ، ليس بها أنانية. أركبه دابته، وأكمل الرحلة سيرا علي القدميين.

 

4-               حنان مكلًف: " وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي أوفيك " (ع35)

بذل السامري أكثر مما هو مطلوب ، ذهب إلي الميل الثاني منفذا الوصية "من سخرك ميلا فاذهب معه أثنين" وعد السامري صاحب الفندق أنه عند عودته سيوفيه بأي تكاليف اضافية . أعطاه دينارين ، لينفقهما في علاج الجريح. لم يكن هناك أي عمل أعظم من هذا يمكن عمله للإظهار الحنان.

 

5-               حنان يكشف عن علاقة قوية مع الله: "فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص.؟ 37  فقال الناموسي الذي صنع معه الرحمة. فقال له يسوع اذهب انت ايضا واصنع هكذا "

رد الفقيه وغصه في حلقه علي المسيح، "لم يستطع أن ينطق بكلمة السامري" بالقول : الذي صنع معه الرحمة. فقال له يسوع اذهب أنت أيضا واصنع هكذا. كان الرجل ناموسيا يستند علي أعماله فقال له أعمل. مضي الرجل دون تقديم أي عذر أو استفسار أخر. كان سؤاله من هو قريبي. ورجع السؤال إليه من  هو قريبك؟

  "بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لأجل الاخوة  واما من كان له معيشة العالم ونظر اخاه محتاجا واغلق احشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو 3: 16-18)

"ان كان اخ واخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما احدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة. هكذا الايمان ايضا ان لم يكن له اعمال ميت في ذاته"(يع1: 15-17)

التفسير الرمزي وا لأخلاقي:

نادي بالتفسير المجازي لهذا المثل تلاميذ المسيح، كما علًم به أباء الكنيسة الأوائل نظير إريناوس، كلمنضس، أوريجانوس. أمبروز في ميلان وأوغسطينوس في شمال افريقيا. كما قدم هذا التفسير من الكنيسة الارثوذكسية أباء كثيرون.

 نادي بالتفسير الاخلاقي لهذا المثل فرانسيس شوفير "حب المؤمنين لبني جنسهم فقط ، حب ناقص ، يجب علي المؤمنين أن يحبوا الجميع". وشرح  أوغسطينوس في  تفسيره الرمزي  أن الجريح هو ادم ، واورشليم هي اورشليم السماوية، واريحا هي العالم المعاصر واللصوص هم الشيطان ومملكته الذي يترك الانسان بين حيً وميت. الكاهن واللاوي هما الانسان العتيق والسامري هو المسيح والفندق هو الكنيسة.

 و أشار كلفن أن الانسان لم يولد لذاته وأن البشرية هي نسيج واحد . لا يجب أن نعيش لأنفسنا بل لأقاربنا.

 كتب البابا كبرلس من الاسكندرية أن من يحب قريبه يتوج بإكليل المحبة العظيم .

 نادي المصلح  الاجتماعي الامريكي مارتن لوثر كينج ، بهذا المثل وعلم عن محبة القريب وكان له دور كبير في الغاء التفرقة العنصرية  في العالم.

المحبة  المسيحية هي الحنان الحقيقي  الذي  لا يتمثل في تقديم  النقود فقط إلي شخص محتاج ، لكن الحنان الحقيقي ينبع  من العمل  علي سد الحاجة   وبنيان المحتاجين في جميع المجالات. 

  أدًي  التفسير التطبيقي "اذهب وافعل هكذا"  إلي اطلاق اسم السامري الصالح علي العديد من دور العلاج والمراكز الطبية والمنظمات الخيرية  في جميع دول العالم. : مثل مؤسسات "السامري الصالح" "واخوات السامري" "واصدقاء السامري الصالح "و مستشفي السامري الصالح" الذي استخدم  في جميع دول العالم. ويطلق الاسم علي العديد من المؤسسات الخيرية التي تقدم المعونة للمحتاجين والمصابين.

في مجال الفن والثقافة:

ذاع هذا المثل في القرون الوسطي بصفه خاصة. وصوًر المثل المسيح بالسامري الصالح. ونقش علي الأيقونات   في الكنائس بواسطة ابرز الفانين والرسامين مثل فنست فان كوخ و لوس  كما قام النحاتون مثل بيت ايزر وفرانس ليون باعمال خالدة تجسيدا لهذا المثل. ونقشت استراليا عملة مادية تحمل السامري الصالح والرجل المجروح  وقد حمله علي دابته إلي الفندق. كما طبع نفس الصورة علي الشلين الامريكي  لفترة سابقة

أنشد الشعراء القصائد في هذا المثل و انتجت افلام  محورها المثل ودمجت علي اسطوانات " دي في دي" لتقدم في حلقات لدراسة الكتاب المقدس.

 

وضع الرب يسوع  في هذا المثل حدا فاصلا بين الشخص الذي له علاقة حيًة  مع الله والشخص المتدين ظاهريا وكشف السيد المسيح الاشخاص الذين نظروا الجريح و استمروا في مسيرتهم بدون اكتراث. يسأل بعض الناس ماذا أفعل لأدخل السماء؟ وتأتي الإجابة: بالإيمان والثقة في المسيح الذي فدانا ودفع أجرة الخطية بالكامل. ثم يمكننا تقديم الأعمال الصالحة.

ما هو اسم السامري الصالح؟

كان الواعظ الالماني الشهير في القرن الثامن عشر- فريدريك اولبرتين -عائدا من احدي القري إلي منزله و نظرا لسوء الحالة الجوية لم يجد أي وسائل نقل وكان الوقت متأخرا . فبدأ رحلة عودته سيرا علي الاقدام.  اشتدتعاصفة الثلج ، ضل طريق العودة  وخشي الخادم من التجمد. وشعر بوهن  وأعياء شديدين فجلس عليجانب الطريق..

بعد بعضة ساعات، ظهرت عربة وشاهد السائق شخصا جالسا علي جانب الطريق. توقف الرجل وترجل من عربته وحمل الواعظ إليها ، واوصله إلي اقرب دار علاج. وطلب من المسئول  ان يعتني به .

بينما هو يهم بالرحيل، سأله الواعظ في صوت خافت: سيدي ما اسمك ؟، حتي أذكرك في صلاتي أمام الله.؟ كان هذا الرجل يعرف الواعظ  وقال له سيدي: أنت واعظ ، دعني أوجه لك سؤالا: ما هو الاسم الحقيقي للسامري الصالح؟ أجابه الواعظ" لا أعلم . لم يذكر الكتاب المقدس اسم السامري الصالح." فرد عليه الرجل : أسمح لي أن اخفي اسمي عنك حتي تخبرني باسم السامري الصالح.