gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 6 زائر متصل
الرئيسية أسئلة وأجوبة إجابات لمشكلات كتابية مَلْعُونٌ كَنْعَانُ ..هل لعن الله كنعان؟ -

«وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، فَقَالَ:«مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ» وَقَالَ:«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ» (تك9: 20-27).

تجد هذه القصة هجوماً شديداً من عدد كبير من النقّاد، وأنا هنا أقتبس بعض ما قيل من هجومٍ على هذه القصة:
يقول د. علاء أبو بكر: «من الذي رأى عورة أبيه؟ هو حام، فكان الأولى باللعنة هو حام نفسه، أو على أسوأ الفروض يلعن النسل كله: حام وأولاده كلهم، فلماذا انصبت اللعنة على كنعان فقط؟ من الواضح أن هذه القصة مختلقة لكراهية بني إسرائيل الشديدة للكنعانيين سكان الأراضي التي يريدون الاستيلاء عليها.... وقد أنزل الله في التوراة والإنجيل والقرآن ألا يتحمل أحد ذنوب آخر، فلماذا لعن كنعان وترك أبيه حام؟ وما ذنب ذريته أن يظلوا عبيداً لسام ويافث وذريتهما؟ ويكرر د. منقذ بن محمود السقار نفس الكلام.
ويقول دكتور مصطفي محمود: «وينزل لعنته على حام وأولاده من بعده، لأنه نظر إلى عورة أبيه نوح الذي تعرى في خبائه. هل نظرة طفل إلى عورة أبيه أمر لا يغتفر. ويستحق اللعنة إلى يوم الدين؟» ويضيف قائلاً: «الغرض السياسي هنا واضح بالنسبة لليهودي الذي كتب هذا الكلام فهو يدعو على أبناء حام وهم الفلسطينيون والمصريون بأن يكونوا عبيداً للساميين اليهود وتحت حكمهم مدى الدهر.»
ويقول عاطف عبد الغني: «لما عرف نوح ما حدث لعن ذرية حام في كنعان ابنه ونسله وحكم عليه بأن يكون عبداً لأخويه (سام ويافث) وبذلك تنسى التوراة أنها تخالف مبدأً هاماً ووصية ترفض أن يحمل الأبناء وزر الآباء، وجرم حام نسله إلى أبد الآبدين!!»
وللإجابة على هذه الأسئلة أقول:
عندما يسأل عدد كبير: لماذا لم يلعن نوح حام، ولعن كنعان؟ وما ذنب كنعان حتى تقع عليه اللعنة وهو بريء؟
نقول إن السر في ذلك - كما يرى عدد كبير من العلماء - هو أن الذي رأى عورة نوح هو كنعان حفيد نوح وليس حام. فيقول جون جيل (John Gill): «إن بعض الربيين اليهود مثل جيرشي (Jarchi)، وابن عزرا (Aben Ezra)، وابن جرشوم (Ben Gersom)، وابن دانا (Abendana) يقولون: إن من رأى عورة نوح هو كنعان رابع وأصغر أبناء حام ولم يبالِ، ولم يهتم أن يستره. بل ويقول ابن عزرا إن كنعان هزئ بجده كثيراً.
والدليل على أن كنعان هو الذي فعل هذا، هو قول الوحي: «فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ» (تك24:9)، وكلمة (ابْنُهُ) في اللغة العبرية هي (בּן) (بن) وبحسب قواميس اللغة كانت تُطلق على الابن أو الحفيد الطفل والشاب الصغير
son, grandson, child, youth, Young men
ومنها نفهم أن نوح قد يكون يتكلم عن ابنه أو حفيده، وبما أن حام ليس هو الصغير، إنما الابن الصغير لنوح هو يافث؛ فالكتاب المقدس ذكر ترتيب أبناء نوح كالآتي: سام وحام ويافث (تك32:5)، لذلك لو كان نوح يتكلم عن حام الذي هو الأوسط كان يجب أن يقول (ابْنُهُ الأوسط) وليس (ابْنُهُ الصَّغِيرُ) إذاً هو لا يتكلم عن حام ولكن عن أصغر ابن وهو كنعان حفيده الذي كان أصغر أبناء حام.
وما يؤكد هذا أيضاً هو أن كلمة (الصَّغِيرُ) في اللغة العبرية هي (הקטן) (هاكاتان) وتعني الأصغر وليس مجرد الصغير، ولذلك وردت في غالبية الترجمات الإنجليزية (Youngest) كالآتي:
And Noah awoke from his wine, and knew what his youngest son had done unto him. (ASV)
When Noah woke up and learned what his youngest son had done. (CEV)
And Noah awoke from his wine, and knew what his youngest son had done unto him. (RV)
ومن المتعارف عليه أيضاً في لغة الكتاب أن الحفيد يدعى ابناً، ألم يقل يعقوب لأهل حاران: «هَلْ تَعْرِفُونَ لاَبَانَ ابْنَ نَاحُورَ؟» (تك5:29)، وقد كان لابان حفيده (تك15:24، 24، 29)، راجع أيضاً (تك55:31).
ويقول العلامة أوريجانوس إن كنعان رأى عورة جده نوح فأخبر أباه حام بروح الاستهزاء، فسارع حام وأخبر أخويه ليتدبروا الأمر، وهكذا كان المسيء هو كنعان.
أما بالنسبة للعن كنعان فيقول (E. F. Kevan): إن عبارة «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ» هي عبارة شعرية، وهي تشير إلى أحطّ أنواع العبودية.»وقد تحققت اللعنة، فأرضهم كانت ضمن الأراضي التي قسَّمها يشوع بالقرعة لإسرائيل (يش 3:13-6)، وأيضاً نقرأ بعد ذلك: «وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ إِسْرَائِيلُ أَنَّهُ وَضَعَ الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ» (قض 28:1). ويقول وليم مارش: «لا يوجد أي دليل على أن هذه اللعنة أبدية.»
والدارس المدقق يدرك أن نوح قال ما قاله بروح النبوءة، وليس بروح التشفي، فكنعان حفيده، وكما نقول في أمثالنا الشعبية: (أغلى الوِلد وِلد الوِلد)، ولكنه أدرك بالروح كيف ستكون حياة كنعان شريرة، وكم سيكون نسله شريرًا ويستحق اللعنة، فكان دور نوح هنا هو إعلان لعنة الله لكنعان فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ» (تك 25:9)، وكلمة (مَلْعُونٌ) في اللغة العبرية هي (ארר) (أرر) هي فعل مبني للمجهول مفرد مذكر. فنوح لم يقل لكنعان: «إنني ألعنك يا كنعان» أو «ليكن كنعان ملعوناً»، وكأن اللعنة نابعة من نوح ومنصبَّة على كنعان، كلا. بل كل ما قاله (مَلْعُونٌ كَنْعَانُ) فكل ما فعله نوح أنه أعلن وكشف ما تخبئه الأيام لنسل كنعان، وهذا ما أكدته الأيام، إذ أوغل الكنعانيون في الشر وعبادة الأصنام، حتى قدموا أبناءهم ذبائح بشرية للآلهة الوثنية.
أما بالنسبة لشعب مصر فهو يعود إلى مصرايم بن حام (تك 6:10)، ولم تقع أي لعنة على شعب مصر، بل بركة. وكلمة «مصرايم» في العبرية مثنى، لذا ظن البعض أنها دُعيت هكذا بسبب وجود مصر العليا ومصر السفلى، أو لأن نهر النيل يقسمها إلى ضفة شرقية وأخرى غربية، وقد دُعيت «مصر» بالعربية من العبرية نسبة إلى مصرايم حيث سكن هو وأولاده فيها، وإن كان قد امتد نسله إلى البلاد المجاورة. أما أولاده فهم:
لُودِيمَ: كانوا يقطنون غربي النيل نحو ليبيا.
عَنَامِيمَ: يبدو أن القبيلة التي من نسله سكنت في ليبيا.
لَهَابِيمَ: وهم أفريقيون، ونشأوا أصلاً في مصر.
نَفْتُوحِيمَ: نسله من سكان مصر الوسطى، قرب منف.
فَتْرُوسِيمَ: سكنوا في فتروس بصعيد مصر. كلمة «فتروس» تعني (أرض الجنوب).
كَسْلُوحِيمَ: وهي منطقة جبلية شرق البلسم، في حدود مصر من جهة فلسطين.
ولم يقل الكتاب المقدس قط بأن المصريين ملعونون من قِبل إله إسرائيل، بل إن إله إسرائيل قد بارك شعب مصر قائلاً: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ» (إش 25:19). ووعد بأن يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وأن المصريين سيعرفونه وسيعبدونه «فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ الرَّبَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً، وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْرًا وَيُوفُونَ بِهِ» (إش 19:19، 20).
وهل تعلم عزيزي القارئ أن كلمة مصر وردت في الكتاب المقدس 697 مرة، منها 670 مرة في العهد القديم و27 مرة في العهد الجديد.
إنني أثق بأن مصر بلدٌ قد باركها الرب، وأن هناك المزيد من البركة سنختبرها في السنين القادمة، أيًّا كان شكل الحُكم، وأيًّا كان توجُّه الرئيس، وأيًّا كان شكل الدستور، لكن هذه البركة تتوقف على مدى أمانة الكنيسة لإلهها، ومدى إيجابيتها، وقيامها برسالتها.